ماذا يحدث عندما يمتنع الإنسان عن الطعام والشراب أثناء الصوم؟؟
الجانب السلبي:
يحدث في البداية الشعور بالجوع، حيث تخلو المعدة من الطعام، وتنخفض نسبة السكر في الدم.
قد يحدث عقب ذلك بعض التهيّج العصبي في الأيام الأولى من الصوم، بسبب خروج الإنسان
على المألوف من العادات، وبعض التغيرات في الأنسجة المتلفة بالجسم.. وهذه الظاهرة قد
لاتحدث لكثير من الناس.
قد يعقب ذلك شعور بالضعف وخاصة عند أولئك الصائمين الذين يبذلون جهوداً فوق العادة
أثناء تأدية وظائفهم، وأولئك الذين قد يهملون في تعاطي وجبتي السحور والإفطار على
الطريقة الصحيحة المناسبة لهم..
الجانب الإيجابي:
وهناك بعض الأمور الخفية التي تحدث داخل جسم الإنسان دون أن نعرفها، ففي الكبد مثلا
كميّة مخزونة من السكر للطوارئ، وزيادة هذه الكمية في الكبد قد تكون لها آثار وخيمة، أما
عند الصوم فإن سكر الكبد يتحرك.. ويذهب إلى الدم والأنسجة للاستفادة منه أثناء الصوم.
كذلك يتحرك الدهن المخزون تحت الجلد أو في الأماكن الأخرى وهي وسيلة للتخلص من هذا
العبء الزائد من الدهون التي تُسبّب السِمنة، وما تجرّه من مصائب ومضاعفات خطيرة..
كذلك تتحرك بعض مواد العضلات والغدد وبعض البروتينات، ومن ثم نجد أن معظم الأعضاء
تضحي بمادتها الخاصة، للإبقاء على الوسط الداخلي، وسلامة القلب والجهاز العصبي..
وهكذا نرى أن الصوم ينظّف ويبدّل أنسجتنا..
لكننا نلاحظ الآتي: أن الذي يتم استهلاكه هي الأنسجة الزائدة أو الأنسجة الغير رئيسية، فمثلاً:
العضلات تفقد 40%
الطحال يفقد 67%
الكبد يفقد 54%
أما القلب فيفقد 3% فقط
بينما أنسجة المخ والأعصاب لا تمسّ أبداً.
والمفقود عادة من الأنسجة لا يمسّ الجوهر، وإنما يتناول المادة الزائدة أو المضرة..
ويلاحظ أيضاً أن النبض الطبيعي للقلب يتراوح بين 70-88 نبضة مثلاً، أما أثناء الصوم فيقلّ
الدم الذاهب إلى المعدة، وبالتالي يقلّ الجهد الذي يبذله القلب، وينخفض النبض أحياناً إلى
حوالي 60 نبضة فقط.. وفي ذلك راحة للقلب، وتخفيف من العبء عليه، وهذا هام خاصة
بالنسبة لكبار السن ومرضى القلب والضغط.. فما أروع قول الرسول الأعظم (صلى الله عليه
وآله وسلم) "صوموا تصحّوا".
تحياتي للجميع