عن لسان صاحب القصة طبعاً
فشل زواج بالنت .. قصـــه سعودية واقعيه
الجزء الأول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم راح أشارككم بقصة مؤثرة جداً. القصة تدور أحداثها في السعودية, وهي قصة حقيقية, وهي قصتي مع النت. هي قصة حب. وأتمنى تلقون منها المفيد وتتعلمون من قصتي العبرة, ولا تنفهم هالقصة بأي طريقة غير الطريقة أللي هي مطروحة فيه.
كنت ادرس بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن, ومثلي مثل غيري من الطلاب كنت أشتغل عشان أقدر أصرف على نفسي. أبوي رجل قوي وصاحب نفوذ بالبلد, لكن طريقة تربيته طريقة جافة تعـّلم الواحد كيف يشيل نفسه بنفسه ولا يعتمد على أحد.
في البداية كنت أدخل الانترنت بحكم عملي بالمحل, وبعد فترة بديت أتعرف على ناس كثيرة عبر الانترنت عن طريق الإيمايل وعن طريق الماسنجر وهلم جرا.
في يوم من الأيام, وفي أحدى غرف التشات تعرفت على بنت كانت قريبة عهد بالزواج. وكانت تسأل أسئلة عامة عن الزواج وكانت خايفة. أستظرفت البنت هاذي في البداية وبدت منها علاقة صداقة بريئة بمعنى الكلمة, (قبل تقولون في أنفسكم "كيف بريئة؟" بأقولكم كملو قراية هالقصة), بعد فترة شهر أو أثنين بدت البنت تشتكي سوء الأحوال بينها وبين خطيبها, وأن المشاكل بدت بينهم لأسباب عمري ما سألتها عنها, وإن كانت بينا صداقة, ما أظن لأي أحد الحق في السؤال عن خصوصيات زي هاذي, بالذات شخص غريب وعن طريق الأنترنت.
مرّت الأيام والأسابيع وأنا في كل يوم اسمع هالبنت تشتكي على الماسنجر وأنا واقف معاها أواسيها. بحكم المجتمع أللي حنـّا فيه كنت عارف أن البنت في حالات الطلاق المبكر, (بالذات بعد الملكة وقبل الزواج), راح تنظلم في كل الأحوال عن طريق كلام الناس أللي ما راح يرحم أحد. أتذكر في أكثر من موقف كنت أطمنها أن الناس دايما تتزوج وتتطلق وأن الشي هذا لما يصير مو إنتقاص من حق أي أحد, كنت واقف معاها كصديق لا أكثر وعلى مر شهور في محنتها.
أتذكر البنت انقطعت عن الأنترنت فترة أسبوعين. في البداية تمنيت للبنت كل التوفيق, كنت أتوقع أن الأمور تصلحت وانشالله هي في طريقها لعش الزوجية.
ولكن في أحدى الليالي بينما أنا في عملي, (ومشغل الماسنجر طبعاً), فاجئتني بدخولها الماسنجر, طبعاً فرحت بدخولها الماسنجر وسألتها عن أحوالها بس أكتشفت أن البنت مو في حالتها الطبيعية, كانت بوادر الحزن باينة من كلامها معاي, سألتها عن سبب هالحزن كله, قالتلي أنها تطلقت. (الزواج ما تم رسمياً بس الملكة تمت, وانفصخت الملكة). وكانت الصدمة لها ولي في نفس الوقت. عمري ما سألت البنت عن الأسباب لأنه ما فكرت في وقتها أن الشي هذا يخصني. كل اللـّي سويته هو أني وقفت معاها وقفة أي صديق بوقت زي هذا. أتذكر كنت أقولها "لا تهتمين بأحد أنتي ما فيك أي عيب", وكانت تقول "ما أحد راح يفهم اللّي صار, والكل بيظن الأسوأ", وبيني وبينكم هي صادقة, ما يحتاج أقولكم عن العادات اللي منتشرة في مجتمعنا العربي.
مرت الأيام والشهور وأنا أسوي كل ما بيدي علشان ارفع من معنويات هالمسكينة في وقت محنتها. وشوي شوي بدت ولله الحمد تضحك وتنكت, بالعربي بدت البنت تتعافى من الصدمة العصبية, ولو بكل بطء. العلاقة طبعاً بعد الموقف هذا أشتدت العلاقة وصرنا ما نخفي عن بعضنا شي من أحزانا وشكاوينا عن كل شي وولا شي بنفس الوقت.
بعد فترة, أكتشفت أن الدراسة والعمل بنفس الوقت بدت تأثر في دراجاتي بالجامعة, (الله يسامح صاحب المقهى كان الدوةام 7 ايام بالاسبوع و12 ساعة باليوم). رحت لأبوي أقوله يساعدني بس موقفه كان وبكل بساطه, "تعلم كيف تسير أمورك وبنفسك, لا تعتمد على أحد". كان أبوي, "الله يعطيه العافية والصحة", يبيني اتعلم كيف اعتمد على نفسي, بس الله يهديه ضرني أكثر من منا نفعني كذا.
بدت درجاتي بالجامعة تتأثر, وفي يوم من الأيام لقيت أن الجامعة تقولي, "توّكل على الله", المقاعد الجامعية محدودة والطلب عليهم شي مذهل. طبعاً أنصدمت في البداية. ومن خوفي من أهلي أخفيت الموضوع عنهم, صعب أقولهم أني أنفصلت عن أحسن جامعة بالمملكة. إنسحبت عن الكل, ودخلت بكل ما عندي على وظيفتي في مقهى الانترنت. طبعا للشخص أللي ما مر بظروف زي هاذي صعب علـّي أني اشرحله المنطق أللي كنت عليه أنا في هذاك الوقت, بس إللي صار صار.
طبعاً الشخص الوحيد أللي شكيتله حالي كانت البنت اللي قلتلكم عنها في بداية الموضوع. الله يجزاها بالجنة ردتلي الجميل ووقفت معاي أحسن وقفة, كانت تقولي "الرجل ما يعيبه خروجه من الجامعه, بس تعلم من الدرس", كانت وبكل معنى الكلمة في هذاك الوقت أهلي كلهم, كانت أختي, أمي, أخوي, وصديقي في نفس الوقت. والشهاده لله لولا فضل الله ثم فضل هالبنت ما كان وصلت للّي وصلته أنا اليوم, بس ما أبي استبق الأحداث والقصة.
أنتقطعت عن أهلي فترة قيربة من السنة وأنا ما قلتلهم أني طلعت من الجامعة, وتقدمت لوظيفة محترمة بس التوظيف ما كان مفتوح. طول هالفترة كنت أهرب من الواقع لعالم الأنترنت, وبالتحديد لعالم البنت أللي صرنا ما نقدر نطول عن بعض أكثر من كم يوم. كنا نساند بعض في كل شي. وطبعا بعد فترة لقيت نفسي منجذب للبنت هاذي أللي تقبلتني زي ما أنا, وكانت راضية بصحبتي على حقيقتي, بدون كذب وإدعاء, خصوصاً أن البنت هاذي كانت تعرف عني كل صغيرة وكبيرة, عيوبي ومحاسني, وقابلة فيني رغم حالتي الصعبة كرجل.
وبعد مرور سنة كاملة على بداية تعرفنا في الماسنجر عرضت عليها موضوع كان يدور براسي من فترة. قلت في نفسي كان هالبنت أقبلتني بما فيني ليش ما أكمل نفسي بالنقص اللي فيني؟ ليش ما أكمل النقص اللي فيني عن طريق الشخص الوحيد اللي شفته ممكن يغنيني عن الكل؟
قلتلها يا بنت الناس أنا وبكل معنى الكلمة "حبيتك".
طبعاً البنت في البداية قالت:
"أنا ما أبي علاقتنا تخرب وحنا ماشين زي العسل ليش تخربها بتفاهات زي الحب وما الحب؟" وقالت عن عائلتها المحافظة وأن الشي هذا ما يصير. وكان ردي وبكل بساطة:
"أنا أحبك, ولاني من النوع أللي يلعب بهالكلمة, وعشان أثبتلك بقولك من الحين أن نيتي زواج, وأبي أتزوجك!!"
(( يتبـــــــع))